بصراحة أصبح الأمر محيراً لعشاق الأصفر، فلم يعد المشجع النصراوي يعرف ما سيقدمه الفريق، فكل الاحتمالات واردة وكل شيء متوقع بالنسبة له، فريق محير فعلاً.. لا هوية ولا منهجية ولا تخطيط، فيوم في القمة وآخر في القاع، لا يعرف أحد السر الذي يقف خلف ما يحصل، ذهب الفريق إلى طاشكند والكل خائف وقدم الفريق مستوى مقبولاً نوعاً ما واستغل ضعف الفريق الأزبكي وتعادل معه وارتفع أداء الفريق نسبياً وارتفعت معه الروح المعنوية حتى على مستوى المدرج، ولكن كانت الصدمة والفاجعة حاضرة في مباراة القادسية وقدم الفريق أسوأ مباراة له في الموسم، وبعدها قدم مباراة أسوأ من السيئة أمام غريمه التقليدي الهلال وخسر المستوى والنتيجة؛ وصاحب اللقاء ما صاحبه من سلوك خارج عن الروح الرياضية من بعض اللاعبين في الفريقين، واعتقد الكثير من محبي الأصفر أن الفريق أصبح صيداً سهلاً لكل من قابله.. إلا أنه عاد وقدم نفسه من جديد أمام فريق الاستقلال الإيراني واستطاع تجيير النتيجة لصالحه بعدما كان متخلفاً بهدف لينهي اللقاء بهدفين لهدف وأصبح لدى الفريق ثقافة الفوز ولكن آسيوياً فقط مع الأسف.
كيف تغيرت ثقافة لقاءات القمة؟
لم يعد عشاق المستديرة يتطلعون أو ينظرون إلى لقاء القمة بين العملاقين النصر والهلال كما كان في السابق، فقد تحولت الموازين ومصادر القوة في العشر السنوات الأخيرة ومع هذا تمسكت القمة برونقها ومميزاتها وطابعها الخاص رغم الفوارق الفنية والنتائج الإيجابية التي تصب لصالح الهلال، ولكن لم تكن مملة أو مكروهة وموقعة شؤم مثل ما أصبحت عليه حالياً، فقط خلال السنتين الأخيرتين تغير كل شيء فلم يعد الحب والاحترام السابق موجوداً حتى ولو انتهت المباراة بالتعادل يكون هناك من يحاول أن يخدش القيم والأخلاق الرياضية.. والسؤال المطروح الآن في الشارع الرياضي من غيّر هذه الثقافة ولصالح من تغيرت؟.. منذ أكثر من عقدين من الزمن واللاعب الأجنبي بيننا ومن جميع أنحاء العالم ومع ذلك استمرت القمة متميزة في كل شيء.. هل هناك غزو فكري أراد أن يشوه لقاء أبناء المدينة الواحدة؟.. أم أن الثقافة الاحترافية هي من سمحت نقل بعض الثقافات الدخيلة على مجتمعنا؟.. حقيقة عدة أسئلة من الصعب الإجابة عليها ولكن الشيء المأمول هو بتر وقطع دابر من يحاول أن ينقلنا بعيداً عن ثقافة الرياضة الشريفة.
الإعلام الخارجي وتصعيد مشاكلنا..!!
ما أن يحدث أيّ مشكلة ولو كانت بسيطة إلا وتهب بعض القنوات المسعورة ومشعلة الفتن لتقوم بشحن وتصعيد المشكلة واشعال الفتنة بين أبناء البلد الواحد ولم يدرك هؤلاء المستأجرين أن مشعل الفتنة ملعون من الله سبحانه ولكن اليوم الشياطين من الأنس (واجد).
انظروا كيف قامت تلك القنوات من تصعيد مشكلة مباراة النصر والهلال الأخيرة؟.. كثير منهم عمل لنشرها وترديد ما دار من أحاديث بعدها والبحث عن زيادة في الحديث من المسؤول ومن اللاعب نفسه هذا كله ناتج عن حقد واحتقان على هذا البلد العظيم وأبنائه الشرفاء؛ ولو لم يكن لهم أذن صاغية وأبواب مفتوحة لما تجرأوا على دخول أنديتنا ومنشآتنا وهم لا يستحقون ذلك، وكل ما يجب عمله هو أخذ الحذر والحيطة من نواياهم ومخططاتهم؛ فهم مرتزقة يحاولون زرع الفتنة بيننا والعيش على أكتافنا ويقتاتون من خلافاتنا فلا تجعلوا لهم فرصة التوغل بيننا، اغلقوا الأبواب في وجوههم ولن تندموا.
نقاط للتأمل
- كنت أتمنى ولو نصف المستوى الذي لعب به النصر أمام الاستقلال أن يكون حاضراً أمام الهلال لئلا يخرج الفريق بذلك المستوى المذل لكل ما هو أصفر.
- على إدارة نادي النصر أن تقف بحزم في وجه المدرب إذا هي ما أرادت ألا تخسر لاعباً كبيراً بحجم السهلاوي والذي يعتبر أغلى لاعب سعودي حتى الآن.
- نزل سعد الحارثي وألحقه بالسهلاوي فتغيرت النتيجة إلى فوز، فهل اقتنع هذا المدرب بإمكانات اللاعبين الكبار؟.. وهل عناده إن أصر عليه هو من يدفع ثمن ذلك؟.
- فاز النصر والهلال والاتحاد وتعادل الشباب فقد كان أسبوع خير على الأندية السعودية ونتمنى استمراره.
- غياب لاعبي الشباب بهذا العدد يضع أكثر من علامة استفهام حول إصابات اللاعبين، وهل هي إصابات بدنية أم نفسية أم أشياء أخرى؟.. الله أعلم.
- أخطأت إدارة نادي التعاون وكان الخطأ واضحاً، واستقل نادي نجران هذا الخطأ لصالحه وهذا من حقه ولكن السؤال لماذا تأخر اتخاذ القرار رغم معرفة المسؤول عن كل شيء.
- من يصدق أننا لا نعرف حتى هذه اللحظة من الناقل الرسمي لدوري زين لموسم سينطلق بعد أربع أشهر من الآن..؟.
- أخيراً: هذي بلادي وهؤلاء أبناؤها في لحمة غير مسبوقة وحبّ وتعاضد تاريخي؛ أدم علينا نعمة الإسلام..
بقلم :الاعلامي عبد العزيز الدغيثر.